اعترفت صحيفة “باكتيهاوس” (هنا) الباكستانية اليوم بأن باكستان التي تضم غالبية صوفية كانت ذات يوم أرضاً للنقاء والتعايش وَالسَلام واستمرت على ذلك إلى أن سمحت بتكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية عام ١٩٧٤ وأطمأنت أن الأمر مقتصر فقط على الأحمدية. ولكن تكفير الأحمدية لم يقتصر عليها كما ظُنَّ آنذاك بل للأسف فتحت باكستان بتكفيرها للأحمدية فتحت على نفسها منذ ذلك الحين نيران التكفير التي أخذت تلتهم الجميع يسرة ويمنة طولاً وعرضاً حتى لم يسلم أحد من الاكتواء بلهيبها المدمر. فالشيعة اليوم يُقتَلون وتُخرَّب مساجدهم وحسينياتهم والمسيحيون يُحرَقون أحياء والهندوس بدأت هذه النار الآكلة أيضاً تلفحهم بلا رحمة بل حتى المسلمين من المتصوفة صارت تُفجّر مساجدهم (هنا)، وكذلك الحال مع طوائف أخرى كالإسماعيلية وغيرها. وتسائلت الصحيفة: أين الأصوات الباكستانية التي تندد بهذا الظلم ؟ لا يوجد إلا صوتاً او صوتين لا تأثير لهم بين الأصوات المزمجرة والنيران التي بدأت تلتهم البلاد وتلقي بها في فتن وخراب لا مخرج منه، وكل ذلك ابتدأ بشرارة وهي تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية حسبوها خيراً فإذا هي نار تبتلع البلاد بلا رجعة.
وخلصت الصحيفة إلى ضرورة الوقوف القوي الموحد ضد هذا الظلم والكف عن السقوط المستمر في هاوية التخلف والدمار. انتهى ملخّص الصحيفة
لقد أصابت الصحيفة فالنار تبدأ من أصغر الشرر وقد بدأت الجماعات الإرهابية باسم الإسلام بالبروز مباشرة بعد قرار التكفير ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية ولن يُغلق هذا الباب إلا بإلغاء قانون تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية من الدستور لأنه ببساطة هو مفتاح التعايش والاحترام بين جميع الأقليات والطوائف، ولا يوجد حل آخر للعودة إلى النقاء والمحبة والتسامح في المجتمع، ولكن المهمة صعبة لأن مجرد التحدث أو التشكيك أو النية للتشكيك بهذا القانون في باكستان اليوم يُعَدُّ ذريعة للتكفير والمسائلة القانونية وفي أقل الأحوال تشكيكاً بوطنية الفرد وولائه لبلده. ولهذا فليتعلم مضطهدو الأحمدية اليوم في الجزائر وغيرها من درس باكستان.